قناة الحكمة مباشرة

الجمعة، 30 نونبر 2007








إن مما يشعرنا فى قناة الحكمة الفضائية بأهمية الطرح المنهجى الذى تتخذه القناة هديا وأسلوبا فى عرض الدين المصفى لجميع أفراد الأمة الإسلامية ولكل العالم هو تشجيع العلماء والمشايخ الكرام لما تبذله القناة من أجل نشر ثقافة السنة النبوية ولهذا رأينا أن نعرض فى هذا القسم أقوال وأراء علماء ومشايخ الأمة الإسلامية فى قناة الحكمة الفضائية:


                                                                                                                                     
رأى الشيخ أبو إسحاق الحوينى                  
                                                                                                                                          
                                                          


 إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله تعالى فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( ص) .

أما بعد : فإن اصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم أنه قال افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما عليه اليوم أناوأصحابي

فلو تصورنا أن كل فرقة من هذه الفرق يمثلها باب من هذه الأبواب وعلى كل باب داعية يدعو إليه وأنت رجل لا تعرف علامة الباب الوحيد الذي يؤدي بك إلي الجنة فلا شك أنك تمشي تتجول أمام هذه الأبواب فربما خلب لبك وخطف قلبك بيان صاحب باب من هذه الأبواب .

ويكون جيد اللفظ جيد الطرح فلا شك أنك إذا كنت خالي الوفاض ستسلم قلبك له وهذا أخطر ما يكون لأن النبي ( ص) لم يدعنا كعادته عليه الصلاة والسلام وهو الذي قال كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه كما عند أبي داود والنسائي بسند صحيح أنما أنا لكم كالوالد يعلمكم فنصحنا ولم يقل كلها في النار إلا واحدة إنما أعطنا علامة الباب الوحيد من هي يا رسول الله قال ما عليه اليوم أنا وأصحابي .

وأنا أُمثل دائماً عندما أقرب هذا المعني الإسلام بنصه –قرآن وسنة – مع تطبيق المسلمين لهذا الإسلام بشكل الهرم أو مثلث حاد الزاوية يكون هكذا - - هذا المثلث عبارة عن نقطة وتأخذ من هذه النقطة ضلع من جهة اليمين وضلع أخر من جهة الشمال هذه النقطة ( رأس المثلث) لا أبعاد فيها ( لا يوجد طول ولا عرض ) فحتى لو فيها أبعاد فهي قليلة جداً لا تكاد تذكر ) . فإذا نزلت من هذه النقطةِ إلي أسفل فكلما نزلت إلي أسفل كلما ازدادت المسافة بين الضلعين ، كذلك واقع المسلمين مع الوحيين (قرأن وسنة ) كلما نزلنا كلما ازدادت الهوه ما بين تطبيق المسلمين للإسلام وما بين الوحي ( قرآن وسنة ) فما هو الحل إذا ً؟ الحل أن نصعد إلي فوق فوق هذا هو مذهب القرون الثلاثة الأولي فهل يا ترى جماهير المسلمين اليوم ما هي القرون الثلاثة الأول يعرفون كيف كان اعتقاد أهلها كيف كان سلوكهم كيف تعاملوا مع القرآن والسنة .

حتى ما يسميه العلماء بالأصول وما يسميه البعض بالفروع (فرعاً وأصولاً) . هل يعرفون ذلك ؟ أنا بمعرفتي وتجربتي التي دامت أكثر من خمسة وعشرين عاماً أجزم وأقول ليس محبطاً بكل آسف أن جماهير المسلمين اليوم لا يعرفون شيئاً اليوم عن مذهب القرون الثلاثة الأول إلا لماً لماً ، طبعاً الأسباب تطول وكثيرة جداً الأسباب التي جعلت المسلمين ينحرفون عن الوحيين قرآناً وسنة فكان بفضل الله سبحانه وتعالي .

وأنا كنت معرضاً عن الظهور في الفضائيات لاعتقادي أنه ليس هناك قناةُ أُسلم لها قلبي وعقلي وأنا مطمئن الدعاوي كثيرة لكل إنسان أن يدعي ما يشاء ويقول نحن على الحق ولكن كما قال القائل :
كل يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
حتى منّ الله تبارك وتعالي علينا بهذه القناة فبادرت بالاشتراك فيها وإلي الإسهام بجهد المقل في تبصير المسلمين بحقيقة دينهم هذه القناة التي نشرف عليها والتي نظهر فيها – إن شاء الله تعالي – نقدم الإسلام المصفى وكان بعض شيوخنا بل أجل شيوخنا على الإطلاق الشيخ " ناصر الدين الألباني" رحمة الله كان يقول لا سبيل إلي استئناف الحياة الإسلامية إلا بأصلين كبيرين هما : الأصل الأول التصفية ، الأصل الثاني التربية على ذلك الإسلام المصفى .

الأصل الأول يحتاج إلي كتائب من أهل العلم حتى يُصفو الإسلامَ من كل ما علق به سواء في باب الاعتقاد أو كان في باب الفقه وأحكام الجزئية أو كان في باب التفسير أو كان في باب الفضائل هذه كله يحتاج الي كتائب من أهل العلم ، وعمل هذه الكتائب هو التنقية تنقية المرويات لأن ديننا دين سمعي نقل إلينا بالأسانيد فلابد من رجال ذوي بصر ينقلوا إلينا هذه المرويات ثم يأتي بعد ذلك أهل العلم لينظروا في هذا الإسلام المصفي كأنما قيل الآن إلا ما شاء الله عز وجل .

فيربي المربون من الفقهاء والعلماء وغيرهم الناسَ على هذا الإسلام المصفي لكننا قد نفاجئ أن رجلاً بنى عقيدته على حديث أجمع أهل الحديث على بطلانه أو أسس حكم في الحلال والحرام على حديث أجمع أهل الحديث على نكرته فكأنما نؤسس حكم على حديث منكراً كأنما نعبد الله عز وجل علي غير ما جاء به رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم .

وشعار هذه القناة وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا [النور : 54] فكيف أن أطيعه لم أصل إلي حقيقة بيانه وكلامه صلي الله عليه وسلم ، لذلك نرجو أن يكون في هذه القناة إن شاء الله جدية الطرح وجدته ايضاً وتكون بعيدة عن الإسفاف تقدم إسلاماً مصفى وبطرح جديد ربما لأول مرة يكون يصافح آذن من يستمعون إليها ونسأل الله تبارك وتعالي أن تكون اسم على مسمى .
فإن الحكمة حسنها ذاتي ولذلك قال تبارك وتعالي ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فلم يصف الحكمة إنما وصف الموعظة بالحسنة ووصف الجدال وقال وجادلهم بالتي هي أحسن
فأخلى الحكمة من الوصف لأنها لا تكون حكمة إذا وصفت إنما حسنها ذاتي في ذاتها فإذا خلت من الحسن لا تعد حكمة .

نسأل الله تبارك وتعالي أن يستعملنا في طاعته وأن يجعل ما قلناه وما سمعناه زاد إلي حسن المصير إليه وعتاداً إلي يمن القدوم أنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين .
...تابع القراءة