درر و فوائد

الجمعة، 11 دجنبر 2009

27-فــــــــــــــــــــائدة :( في آداب طالب العلم):
الأدب قبل الطلب:
- قال عبد الله بن المبارك:"كانوا يطلبون الأدب قبل العلم".
- وقال أيضا:" كاد الأدب يكون ثُلُثَيِ الدِّين" (1)
- وقال محمد بن سيرين:" كانوا يتعلمون الهدْيَ كما يتعلمون العلمَ".
- وقال أبو زكرياء يحيى بن محمد العنبري:"علم بلا أدب، كنار بلا حطب، وأدب بلا علم، كجسم بلا روح".(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي(215/1).
(2): المصدر نفسه (121/1).

************************************
26- فــــــــــــــــــــائدة :( في أقسام العيد:الزماني والمكاني، والمشروع والممنوع)
العيد ينقسم إلى قسمين: عيد زماني، وعيد مكاني.
فالعيد الزماني المشروع: عيد الفطر، وعيد الأضحى، هذه أعياد الإسلام المشروعة. والعيد الزماني الممنوع: أعياد الموالد، فهي الأعياد الزمانية المحرمة، وأعياد الجاهلية التي كانوا يعملونها في الجاهلية، أعياد الفُرس: النيروز والمهرجان، وعيد الميلاد المسيحي، بل الميلاد النصراني ولا نقول المسيحي لأن الله برّأ المسيح من هذا، وإنما هو العيد النصراني، ومثله كل عيد فعله بعض المسلمين أو المنتسبين للإسلام مما لم يشرعه الله كعيد المولد للرسول، أو المولد للشيخ، أو الموالد للعظماء، أو لغير ذلك، كل هذه أعياد جاهلية، وهي أعياد زمانية جاهلية، لا يجوز عملها.
لأن الله شرع لنا عيدين: عيد الأضحى، وعيد الفطر، وكل عيد من هذين العيدين بعد أداء ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر بعد أداء ركن الصيام، وعيد الأضحى بعد أداء ركن الحج وهو الوقوف بعرفة، لأن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "الحج عرفة" وما بعده من المناسك فهي تابعة له، فمن وقف بعرفة فقد أدّى الركن الأكبر للحج، ويتبعه بقية الأركان، أما من لم يقف بعرفة فقد فاته الحج، فلا فائدة من أنه يأتي ببقية الأركان، لأنه لم يأت بالأساس وهو الوقوف بعرفة، فجعل الله عيد الأضحى شكراً لله بعد أداء الركن الأعظم من أركان الحج، هذه أعياد الإسلام الزمانية.
أما الأعياد المكانية: فهي- أيضاً- تنقسم إلى قسمين:أعياد شرعية، وأعياد محرّمة.الأعياد الشرعية:
مثل الاجتماع في المساجد في اليوم والليلة خمس مرات، فهذا عيد مكاني مشروع.
كذلك الاجتماع في الأسبوع لصلاة الجمعة؛ هذا عيد الأسبوع عيد مكاني.
وكذلك من الأعياد المكانية المشاعر: المسجد الحرام، ومنى، وعرفة، ومزدلفة، التي يجتمع فيها المسلمون أيام الحج لأداء المناسك، هذه أعياد إسلامية مكانية.
أما الأعياد المكانية المحرمة:
فهي: الاجتماع عند القبور، سواء قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو قبر غيره، والسفر إلى القبور، والتردد على القبور من أجل الدعاء عندها، والصلاة عندها، ولهذا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تجعلوا قبري عيداً" أي: مكاناً للعبادة، تصلون عنده، وتدعون عنده، وترددون عليه. وهذا من حمايته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجناب التّوحيد، ففيه شاهد للباب من حيث إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن اتخاذ قبره عيداً، أي: مكاناً يُجتمع عنده للعبادة، فالعبادة لا تُشرع عند القبور، لا قبور الأنبياء والرسل، ولا قبور غيرهم من الأولياء والصالحين أبداً، فالمقابر ليست محلاً للعبادة، فمن تردد عليها، وجلس عندها، أو وقف عندها للتبرك بها، أو للدعاء عندها، أو للصلاة عندها أو سافر إليها فقد اتخذها عيداً جاهليًّا وعيداً محرماً، ولهذا لما جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأله بأنه نذر أن ينحر إبلاً ببوانة- اسم مكان-، فقال له النبي صلى الله عليه وسل: "هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ " قالوا: لا، قال: "هل كان فيها عيد من أعيادهم؟" يعني: مكان لاجتماع أهل الجاهلية، قالوا: لا، قال: "فأوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملكه ابن آدم" والشاهد منه: أنه قال: "هل كان فيها عيد من أعيادهم؟" يعني: هل هذا المكان الذي خصّصته هل كان الجاهليون يخصّصونه؟، فدلّ على أن تخصيص مكان للعبادة لم يخصصه الله ولا رسوله أنه من أعياد الجاهلية، لا تجوز العبادة فيه أبداً، ومن ذلك: القبور، فالترّدد عليها، والجلوس عندها من أجل التبرّك بتربتها، أو من أجل الدعاء عندها، أو الصلاة عندها، كل هذا من اتخاذها عيداً، وهو وسيلة من وسائل الشرك.
كما هو واقع الآن عند الأضرحة مما لا يخفاكم، وتسمعون عنه في البلاد الأخرى التي بُليت بهذه الفتنة -والعياذ بالله-، ولم تجد من دعاة التّوحيد من يقوم بنصيحة المسلمين عنها والأمر بإزالتها.
نرجو الله أن يهيء للمسلمين من يقوم بإصلاح عقيدتهم، وإزاحة هذه الفتنة العظيمة عنهم، كما منّ على هذه البلاد- ولله الحمد- بهذه الدعوة المباركة التي أزاحت عنها هذه الأوثان الجاهلية.
نسأل الله أن يثبتنا وإياكم وإخواننا المسلمين على هذا الدين، وأن يتم علينا هذه النعمة، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وإلاَّ فنحن معرضون للفتنة، ولا نزكي أنفسنا، ولا نأمن أن نصاب بمثل ما أصيب به أولئك، إذا تساهلنا وغفلنا وتركنا الدعوة إلى الله وتركنا بيان التّوحيد والتحذير من الشرك فإنه يدب إلينا ما وقع في البلاد المجاورة لنا.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)"إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد" للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان:(316/1) مؤسسة الرسالة الطبعة الثالثة، 1423هـ 2002م.


************************************

25- فــــــــــــــــــــائدة :
قال الشافعي - رحمه الله تعالى -:" أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله".(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سير أعلام النبلاء للذهبي (10/99) .

************************************
 
 24- فــــــــــــــــــــائدة :   (دناءة الهمة) 

ومن دناءة الهمة: تتبع رخص الفقهاء:
_قال ابن القيم- رحمه الله- :"أهل العزائم بناءُ أمِرهِم على الجِدِّ والصِّدق، فَالسُّكُونُ مِنهم إِلى الرُّخَصِ رُجوعٌ وبِطَالة" (1)
_ وقال سليمان التيمي:-رحمه الله -"لو أخذت برخصة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله".
_ وقال ابن عبد البر - رحمه الله -: "هذا إجماع لا نعلم فيه خلافا".
_ وقال الأوزاعي -رحمه الله- :"من أخذ بنوادر العلماء، خرج من الإسلام".
_ وقال الإمام أحمد- رحمه الله-:"لو أن رجلا عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ، وأهل المدينة في السماع، واهل مكة في المتعة؛ كان فاسق".
**ومن ذهب إلى عدم جواز تتبع رخص العلماء، ابن تيمية، وابن القيم، والعلائي، وابن مفلح، وتاج الدين السبكي، والشاطبي، وغيرهم- رحم الله الجميع-.
قال إبراهيم بن شيبان - رحمه الله -:" من أراد ان يتعطّل ويتبطّل، فليلزم الرخص.(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مدارج السالكين لابن القيم (57/1).
(2) صلاح الأمة في علو الهمة للعفاني(616/1-617).

************************************
 

23- فــــــــــــــــــــائدة :
وقف قوم على عالم، فقالوا: إنا سائلوك أفمجيبنا أنت؟ قال:" سلوا ولا تكثروا فإن النهار لن يرجع والعمر لن يعود، والطالب حثيث في طلبه" قالوا: فأوصنا؟ قال:" تزودوا على قدر سفركم فإن خير الزاد ما أبلغ البغية، ثم قال: الأيام صحائف الأعمال فخلدوها أحسن الأعمال، فإن الفرص تمر مر السحاب، والتواني من أخلاق الكسالى والخوالف، ومن استوطن مركب العجز عثر به، وتزوج التواني بالكسل فولد بينهما الخسران" اهـ.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار لأبي محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن السلمان:(المتوفى سنة : 1422 هـجرية).(288/3).
 ************************************
22- فــــــــــــــــــــائدة :**( قال حذيفة - رضي الله عنه - : " انتهى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلى سباطة قوم فبال قائما " رواه الجماعة ) .
أخرجه الستة في " الطهارة " وكذا أبو عوانة ( 1 / 198 ) . والدارمي ( 1 / 1 71 ) والبيهقي ( 1 / 100 ، 270 ، 274 ) وأحمد ( 5 / 382 ، 4 0 2 ) كلهم عن الأعمش عن أبي وائل عنه . وقد صرح الأعمش بالتحدث عند أحمد في رواية وكذا عن الطيالسي ( 1 / 45 ) . وتابعه منصور عن أبي وائل في الصحيحين وغيرهما . وله عند أحمد ( 5 / 394 ) طريق أخرى عن حذبفة -رضي الله عنه -.
( السباطة ) بضم السين المهملة : هي المزبلة والكناسة تكون في فناء الدور مرفقا لأهلها وتكون في الغالب سهلة لا يرتد فيها البول على البائل .
( فائدة ) :
استدل المؤلف بالحديث على عدم كراهة البول قائما . وهو الحق فإنه لم يثبت في النهي عنه شي . كما قال الحافظ ابن حجر والمطلوب تجنب الرشاش فبأيهما حصل بالقيام أو القعود وجب لقاعدة " ما لا يقوم الواجب الا به فهو واجب " . والله أعلم
( تنبيه ) :
ولا يعارض هذا الحديث حديث عاثشة قالت : " من حدثكم أن النبي ( ضلى الله عليه وسلم ) كان يبول قائما فلا تصدقوه ما كان يبول الا قاعدا " أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وأبو عوانة في " صحيحه " والحاكم والبيهقي وأحمد وسنده صحيح عل شرط مسلم كما بينته في " الأحاديث الصحيحة "
قلت (الألباني ): لا يعارضه لأن كلا حدث بما علم ومن علم حجة على من لم يعلم .
(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل لمحمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله-:(95/1-96)، رقم :(57). 
************************************


21- فائدة في الامثال:
أشرد من نعامةٍ.
الشرود: الفرار؛ والنعام معروف، ولا أسرع منه عند شروده. قال:
وهم تركوك أسلح من حبارى ... رأت صقراً وأشرد من نعام
غيره:
وولو سراعا كشد النعام ... و لم يكشفوا عن ملك حصيرا
غيره: وكانوا نعاما عند ذلك منفرا والعرب تضرب به المثل في الجبن أيضاً مع ذلك، كما قال عمران بن حطان:
أسد علي في الحروب نعامةٌ ... فتخاء تنفر من صفير الصافر
و كما قال محكم اليمامة: إنَّ خالد لقي أسداً وغطفان، فأشار عليهم بذباب السيف، فكانوا كالنعام الجافل، أو كما قال.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زهر الأكم في الأمثال و الحكم: لليوسي (351/1).

************************************

20-فائدة عظيمة
اعْلم أن من كَانَ داؤه المعصية ، فشفاؤه الطاعة ، ومن كَانَ داؤه الغَفْلَة ، فشفاؤه اليقظة ، ومن كَانَ داؤه كثرة الانشغال ، فشفاؤه فِي تفريغ المال .فمن تفرغ من هموم الدُّنْيَا قَلْبهُ ، قل تعبه ، وتوفر من العبادة نصيبه ، واتصل إلي الله مسيره ، وارتفع فِي الْجَنَّة مصيره ، وتمكن من الذكر والفكر والورع والزهد والاحتراس من وساوس الشيطان ، وغوائل النفس .ومن كثر فِي الدُّنْيَا همه ، أظلم طريقه ، ونصب بدنه ، وضاع وقته ، وتشتت شمله ، وطاش عقله ، وانعقَد لِسَانه عن الذكر ، لكثرة همومه وغمومه ، وصار مقيد الجوارح عن الطاعة ، من قَلْبه فِي كُلّ واد شعبة ، ومن عمره لكل شغل حصة .فاستعذ بِاللهِ من فضول الأعمال والهموم فكل ما شغل الْعَبْد عن الرب فهو مشئوم ، ومن فاته رضي مولاه فهو محروم ، كُلّ العافية فِي الذكر والطاعة ، وكل البَلاء فِي الغَفْلَة والمخالفة ، وكل الشفاء فِي الإنابة والتوبة ، وانظر لَوْ أن طبيباً نصرانياً نهاك عن شرب الماء البارد لأجل مرض فِي جسدك لأطعته فِي ترك ما نهاك عنهُ ، وأَنْتَ تعلَمُ أن الطبيب قَدْ يصدق وقَدْ يكذب وقَدْ يصيب وقَدْ يخطئ وقَدْ ينصح وقَدْ يغض ، فما بالك لا تترك ما نهاك عنهُ أنصح الناصحين وأصدق القائلين وأوفِي الواعدين لأجل مرض الْقَلْب الَّذِي إِذَا لم تشف منه فأَنْتَ من أهلك الهالكين .تَبْغِي الوُصُوْلَ بِسَيْرِ فِيه تَقْصِيْرُ ... لاَ شَكَّ أَنَّكَ فِي مَا رُمْتَ مَغْرُوْرُ
قَدْ سَارَ قَبْلَكَ أَبْطَالٌ فَمَا وَصَلُوْا ... هَذَا وفِي سَيْرِهِمْ جِدٌ وَتَشْمِيْرُ
يَا مُدَّعِي الحُبَّ فِي شَرْعِ الغَرَامِ وَقَدْ ... أَقَامَ بَيِّنَةُ لَكِنَّهَا زُوْرُ
أَفْنَيْتَ عُمَرَكَ فِي لَهُوٍ وفِي لَعَبٍ ... هَذَا وأَنْتَ بَعِيْدُ الدَارِ مَهْجُوْرُ
لَوْ كَانَ قَلْبُكَ حَياً ذُبْتَ مِنْ كَمَدٍ ... مَا لِلْجِرَاحِ بِجِسْمِ المَيْتِ تَأْثِيْرُ

اللَّهُمَّ إنَا نسألك نفساً مطمئنة تؤمن بلقائك وترضي بقضائك ، اللَّهُمَّ إنَا نسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الَّذِي إِذَا دعيت به أجبت ، وإِذَا سئلت به أعطيت ، وإِذَا استرحمت به رحمت ، وإِذَا استفرجت به فرجت أن تغفر سيئاتنا وتبدلها لنا بحسنات يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وآله وصحبه أجمعين .وختاماً فالواجب عَلَى الإنسانِ المبادرة إلي الأعمال الصَّالِحَة ، وأن ينتهز فرصة الإمكَانِ قبل هجوم هادم اللذات .وأن يستعين بِاللهِ ويتوكل عَلَيْهِ ويسأله العون فِي تيسير الأعمال الصَّالِحَة وصرف الموانع الحائلة بينه وبينها .وليحرص عَلَى حفظ القرآن ، وتدبره ، وتفهمه ، والْعَمَل به ، وكَذَلِكَ السنة ، ويحرص عَلَى أداء الصَّلاة فِي جماعة .ويحرص عَلَى مجالس الذكر ، ويحفظ لِسَانه عن الغيبة والنميمة والسعاية والكذب وَجَمِيع الأعمال والأخلاق السيئة .ويتهيأ للرحيل ، ويتفقَد نَفْسَهُ بما عَلَيْهِ ، وما لَهُ فإن كَانَ عنده حقوق لله كزكاة أو لخلقه كأمانات أو عواري أو وصايا أداها بسرعة خشية أن يفَجَاءَهُ الموت وهي عنده .فإِذَا لم تؤدها أَنْتَ فِي حياتك ، فمن بعدك من أولاد أو إِخْوَان يبعد اهتمامهم بذَلِكَ ، لأنَّهُمْ يهتمون ويشتغلون بما خلفته لهُمْ وضيعت بسببه نفسك .(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):أنظر: موارد الظمآن لدروس الزمان ، خطب وحكم وأحكام وقواعد ومواعظ وآداب وأخلاق حسان لعبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان (المتوفى : 1422هـ)،
(651/4 والتي بعدها).
************************************
19_ فائدة عزيزة:
فائدة الخلاف بين من أجاز قطع الطواف ومن منعه .
الذين قالوا بجواز قطع الطواف فإنهم قالوا: يبني على ما مضى من طوافه ، والذين منعوا القطع قالوا: إذا قطع طوافه يبدأ من جديد كأن لم يطف .

فعلماء المالكية (1) يرون أن الطواف لا يقطع إلا للصلاة المكتوبة ، فإذا قطعه له يبني على ما مضى من طوافه من حيث قطع ، ويندب عندهم أن يبدأ ذلك الشوط الذي قطعه في أثناء الطواف ، أما إذا قطعه لغير الصلاة المكتوبة ، فإنه يبدأ طوافه من جديد؛ لأنه لا يجوز قطع الطواف لغير الصلاة ابتداء .

أما علماء الحنفية (2) ، والشافعية (3) فقالوا: يبني على ما مضى من طوافه إذا قطعه ، ووافقهم الحنابلة على البناء ، إذا قطعه لصلاة فريضة أو جنازة ، أما إذا قطعه لحدث ففيه تفصيل .

ففي إحدى الروايتين عند الحنابلة ، (4) ، إذا سبقه الحدث فإنه يبني علىما مضى ، وبهذا يوافق الحنفية والشافعية ، والرواية الثانية (5) ، إن سبقه الحدث أو أحدث عمدا ، فإن طوافه يبطل ، ويبدأ الطواف من جديد؛ لأن الطهارة شرط لصحة الطواف ، وقياسا على الصلاة ، وذلك مستحب عند الشافعية (6) ، وهو بدء الطواف من جديد كلما قطعه ولا يوجبونه .
__________

(1) مواهب الجليل (3 \ 76، 78)، أضواء البيان( 5 \ 328).

(2) فتح القدير( 2 \ 494).

(3) المجموع( 8 \ 49).

(4) الشرح الكبير مع المغني( 3 \ 399).

(5) الشرح الكبير مع المغني( 3 \ 399)، كشاف القناع( 2 \ 483).

(6) المجموع( 8 \ 49).
************************************

18_ فائدة عزيزة:
- قال هلال بن العلاء(1):"طلب العلم شديد، وحفظه أشد من طلبه، والعمل به أشد من حفظه، والسلامة منه أشد من العمل به " .

أخرجه الأصبهاني في "الترغيب"(رقم:2138) بسنده إلى هلال بن العلاء به. وزاد:"ثم أنشد يقول:
يمُوت قوم ويُحيي العلمُ ذِكرَهُمُ ***والجهلُ يُلحِقُ أمواتاً بأمواتِ".
ـــــــــــــــــــــــ
(1):وانظر ترجمة هلال في :"تاريخ الرقة(ص:180 رقم108)،والجرح والتعديل(79/9)،وتذكرة الحفاظ(315/3)،والسير(309/13)،وغيرها.
 
************************************  


17- فائدة:
 إن للمعاصي - عامة- آثار مدمّرة في كيان الأمة - خاصة-آثار ماحقة في ذهاب عزها واستقرار ضياعها وذلتها، ومن هذه الآثار- عامة وخاصة- مايلي:
1- قال ابن القيم-رحمه الله -:(تتمة).
[الْمَعَاصِي سَبَبُ الْخَسْفِ وَالزَّلَازِلِ]

"
وَمِنْ تَأْثِيرِ مَعَاصِي اللَّهِ فِي الْأَرْضِ مَا يَحِلُّ بِهَا مِنَ الْخَسْفِ وَالزَّلَازِلِ ، وَيَمْحَقُ بَرَكَتَهَا ، وَقَدْ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى دِيَارِ ثَمُودَ ، فَمَنَعَهُمْ مِنْ دُخُولِ دِيَارِهِمْ إِلَّا وَهُمْ بَاكُونَ ، وَمِنْ شُرْبِ مِيَاهِهِمْ ، وَمِنَ الِاسْتِسْقَاءِ مِنْ آبَارِهِمْ ، حَتَّى أَمَرَ أَنْ لَا يُعْلَفَ الْعَجِينُ الَّذِي عُجِنَ بِمِيَاهِهِمْ لِلنَّوَاضِحِ ، لِتَأْثِيرِ شُؤْمِ الْمَعْصِيَةِ فِي الْمَاءِ ، وَكَذَلِكَ شُؤْمِ تَأْثِيرِ الذُّنُوبِ فِي نَقْصِ الثِّمَارِ وَمَا تَرَى بِهِ مِنَ الْآفَاتِ .


وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ فِي ضِمْنِ حَدِيثٍ قَالَ : وُجِدَتْ فِي خَزَائِنَ بَعْضِ بَنِي أُمَيَّةَ ، حِنْطَةٌ ، الْحَبَّةُ بِقَدْرِ نَوَاةِ التَّمْرَةِ ، وَهِيَ فِي صُرَّةٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا : كَانَ هَذَا يَنْبُتُ فِي زَمَنٍ مِنَ الْعَدْلِ ، وَكَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ أَحْدَثَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِمَا أَحْدَثَ الْعِبَادُ مِنَ الذُّنُوبِ .

وَأَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِ الصَّحْرَاءِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْهَدُونَ الثِّمَارَ أَكْبَرَ مِمَّا هِيَ الْآنَ ، وَكَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ الَّتِي تُصِيبُهَا لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَهَا ، وَإِنَّمَا حَدَثَتْ مِنْ قُرْبٍ .(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):"الجواب الكافي" (ص:98). فانظُره فإنه مُهم للغاية، والله المستعان وعليه التكلان.
 
************************************

16-فائدة:  قال الشيخ الألباني في الضعيفة (2/44) عن حديث (من صلى خلف عالم تقي فكأنما صلى خلف نبي):
((لا أصل له، وقد أشار لذلك الحافظ الزيلعي بقوله في نصب الراية (2/26): (غريب)
وهذه عادته في الأحاديث التي تقع في (الهداية) ولا أصل لها،فيما كان من هذا النوع: (غريب).
فاحفظ هذا فإنه اصطلاح خاص به)).
 ************************************
  15- فائدة:  من الأذكار التي تقال عند المناسبات أو الأمور العارضة :إذا رأى أخاه يضحك يقول له : [ أضحك الله سنك ].
( رواه البخاري أرقام: (3294 و3683 و6085) )ومسلم (7/114- 115)، والنسائي في "السنن الكبرى" (8130- فضائل الصحابة) و (10035- عمل اليوم والليلة)، وابن حبان في "صحيحه " (6893- "الإحسان ")، وابن أبي شيبة (14/83)، وأحمد في "مسنده " (1/171 و 182 و 184 و 187) وفي "فضائل الصحابة" (301 و 302)، وابن أبي عاصم في "السنة " (2/582)، وأبو يعلى (810)، والبزار(115- مسند سعد)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (202)، والبغوي في "شرح السنة" (3874)، والشاشي في "مسنده " (118) من طرق عن الزهري عن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب عن محمد بن سعد عن أبيه قال:
"استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعنده نسوة من قريش، يسألنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب، فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم -، فدخل والنبي - صلى الله عليه وسلم - يضحك، فقال:أضحك الله سنك يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي؟! فقال:
"عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، لّما سمعن صوتك تبادرن الحجاب! ". فقال: أنت أحقُّ أن يهبن يا رسول الله!
ثم أقبل عليهن، فقال: يا عدوّات أنفسهن ! أتهبنني ولم تهبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!
فقلن: إنك أفظ وأغلظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:..." فذكره.
وللحديث طريق آخر عند ابن أبي عاصم (1260) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً، بلفظ:
"والذي نفسي بيده! ما سلك الشيطان طريقاً يمر فيه عمر".
وإسناده حسن، رجاله رجال الشيخين؛ إلا شيخ ابن أبي عاصم- فيه-: ابن كاسب- واسمه يعقوب-؛ فإنه لا يرتفع حديثه إلى درجة الصحة.
(فائدة):
قول النسوة: (إنك أفظُّ وأغلظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)؛ مما خرج على غير بابه؛ كما يقول أهل اللغة؛ ذلكم أن الفظاظة والغلظة منفيان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنص القرآن الكريم صراحة. والله أعلم. *(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر:" السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني - رحمه الله - (20/31).
************************************

14- فائدة في العقيدة:(( هل صفات الله عز وجل من قبيل المتشابه أو من قبيل المحكم؟))
سُئل شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله ورعاه - :
هل صفات الله عز وجل من قبيل المتشابه أو من قبيل المحكم؟
فأجاب :
صفات الله سبحانه وتعالى من قبيل المحكم الذي يعلم معناه العلماء ويفسرونه، أما كيفيتها؛ فهي من قبيل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
وهذا كما قال الإمام مالك رحمه الله وقال غيره من الأئمة: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"(1).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة؛ لا أحمد بن حنبل ولا غيره؛ أنه جعل ذلك من المتشابه"(2) انتهى.
ومعنى ذلك أن علماء أهل السنة وأئمتها أجمعوا على أن نصوص الصفات ليست من المتشابه، وإنما ذلك قول المبتدعة والفرق المنحرفة عن منهج السلف. والله أعلم.

= = = =
(1) انظر: "مختصر العلو" للذهبي (ص141).
(2) انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (13/294).
(( المصدر )) : [ المنتقى من فتاوى الفوزان (ج 1 ص 20) ].
************************************


13- فائدة في معرفة فائدة التاريخ:
"فإنَّ للتاريخ نفعاً عظيماً لا يخفى على عاقلٍ فضلاً عن عالم ؛ فمعرفة التاريخ لها فضل جدُّ كبيرٍ على الأفراد والأمم ، فهو ضبط لما يحتاجه الناس من بدايات ونهايات الأزمنة ، وما أكثر حاجتهم إلى ذلك ، ثم هو مادة الاقتداء والاعتبار عند الموفَّقين ، وهو تقوية للأجيال المتأخرة من أهل الحق بشدها بمتانة إلى أسلافها وتعريفهم بفضائلهم ، فينهلون من عذب معين أولئك الأسلاف ويتسابقون إلى اللحاق بهم ، وفي التاريخ بيان أوقات ظهور الفرق الضالة ، وكيف ظهرت ، ومصائر الأمم المنحرفة عن جادة الصواب ، وكيف أُهلكت ، وفيه وصف للفتن وكيف نجا منها من نجا ، وكيف غرق فيها من غرق ؛ إلى فوائد أخرى متكاثرة يطول تعدادها ، ولعل فيما ذكرتُه من أمثلتها ما يُرشد إلى نظائها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر : "لسان المحدثين" (مُعجم يُعنى بشرح مصطلحات المحدثين القديمة والحديثة ورموزهم وإشاراتهم وشرحِ جملة من مشكل عباراتهم وغريب تراكيبهم ونادر أساليبهم) لمحمد خلف سلامة.
 
************************************

12- فائدة في اصطلاح "الثمانيات ":
يراد بهذه اللفظة عند أهل الحديث الأحاديث المسندة التي يكون بين راويها والنبي صلى الله عليه وسلم ثمانية رواة .
قال الكتاني في (الرسالة المستطرفة) (ص:100) عقب ذكره جماعة من أصحاب العوالي وكان آخرهم ذكراً أبي الفرج ابن الصيقل(1) : (و "الثمانيات" له أيضاً ، وهي في أربعة أجزاء ، وللرشيد أبي الحسين يحيي بن علي بن عبد الله العطار ، سماها "تحفة المستفيد في الأحاديث الثمانية الأسانيد" ، وللضياء المقدسي وغيرهم) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر (السباعيات) .

أنظر : لسان المحدثين (مُعجم يُعنى بشرح مصطلحات المحدثين القديمة والحديثة ورموزهم وإشاراتهم وشرحِ جملة من مشكل عباراتهم وغريب تراكيبهم ونادر أساليبهم) لمحمد خلف سلامة.
 
************************************

11- فائدة إقامة الحدود:
إقامة الحدود في البلاد سبب للأمن والطمأنينة، وقد ورد في بعض الأحاديث: ( لحد يقام في الأرض خير من أن يمطروا أربعين صباحاً )، ومعلوم انتفاعهم من المطر، لكن الفائدة قد تكون دنيوية، وأما إقامة الحد ففيه إظهار أوامر الله، وتطبيق شرعه، والعمل بسنة نبيه، وفيه عقوبة المجرم على جريمته، وزجره وزجر أمثاله عن هذه الجرائم والذنوب الشنيعة، ولا شك أنها مصلحة دينية تتعلق بالعباد، وتتعلق بالبلاد، وتتعلق بالمحارم، فكان فيها هذا الخير، فكلما أقيمت الحدود كان ذلك سبباً للأمن والطمأنينة.
وفي هذه الأزمنة كثير من البلاد التي تنتمي للإسلام عطلت فيها الحدود، بل أبيح فيها الزنا إذا كان برضا من الرجل والمرأة، فإذا تراضيا فليس عليهما جناح، ولا يقام عليهما حد، ولو كانت المرأة مزوجة، واختارت خليلاً لها وحبيباً، ولو كان لها أب لا يرضى ما دام أنها رضيت بذلك!! ولا شك أن هذا إباحة للحرام، وتغيير للفطر، ومخالفة للشرائع، وإذهاب للحماس والغيرة، وتعطيل لحدود الله تعالى، وسبب في ظهور الفواحش والمحبة لها، وقد توعد الله على ذلك بقوله: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } [النور:19] ومن أعظم الفواحش فاحشة الزنا، وفاحشة اللواط ومقدماتها؛ لأن هذه الفاحشة من أشنع الفواحش، فالذين يحبونها توعدهم الله بقوله: (لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)، فإذا عرف المسلم حكمة الله تعالى في أوامره ونواهيه، فعليه أن يحرص على تطبيق تلك الأحكام.
دروس صوتية في شرح عمدة الأحكام لعبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين- رحمه الله-.
************************************


10- قال الإمام السُّهيلي (ت:581) رحمه الله: (التاريخ العربي : وفي قوله سبحانه {من أول يوم} وقد عُلِمَ أنه ليس أول الأيام كلها, ولا أَضافَه إلى شيء في اللفظ الظاهر, فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر, فيه من الفقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التاريخ, فاتفق رأيهم أن يكون التاريخ من عام الهجرة, لأنه الوقت الذي عز فيه الإسلام, والذي أُمِرَ فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأسَّسَ المساجد, وعبدَ اللهَ آمناً كما يحب, فوافق رأيُهُم هذا ظاهرَ التنزيل, وفَهِمْنَا الآن بفعلهم أنَّ قولَه سبحانه {من أول يوم}, أنَّ ذلك اليوم هو أولُ أيام التاريخ الذي يؤَرَّخ به الآن, فإن كان أصحاب رسول الله أخذوا هذا من الآية, فهو الظن بأفهامهم, فهم أعلم الناس بكتاب الله وتأويله, وأفهمهم بما في القرآن من إشارات وإفصاح, وإن كان ذلك منهم عن رأي واجتهاد, فقد علم منهم قبل أن يكونوا, وأشار إلى صحته قبل أن يفعل, إذ لا يُعقَل قول القائل: (فعلته أولَ يوم), إلا بإضافةٍ إلى عامٍ معلوم, أو شهر معلوم, أو تاريخ معلوم, وليس هاهنا إضافة في المعنى إلا إلى هذا التاريخ المعلوم؛ لعدم القرائن الدالة على غيره من قرينة لفظ, أو قرينة حال, فتدبره ففيه مُعتَبَر لمن اذَّكر, وعلمٌ لمن رأى بعين فؤاده واستبصر, و الحمد لله)*. الروض الأُنُف 2/333. وقال ابن حجر (ت:852) معلقاً على كلام السهيلي هذا: (كذا قال, والمُتبادَر أن معنى قوله {من أول يوم} أي: دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم, وأصحابه المدينة). فتح الباري 7/314.
************************************

9- كان أبو مسلم الخولاني - حكيم الأمة وممثلها - يقول:" لو رأيت الجنة عيانا أو النار عيانا، ما كان عندي مستزادا". أنظر سير أعلام النبلاء (9/4).
************************************

8- من همة ابن عمر - رضي الله عنه -:" قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزلة؟ قال: لاتطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما" أخرجه ابن سعد(170/4) .
************************************

7- قال الشافعي - رحمه الله- داعيا إلى عدم القنوط من رحمة الله فهي الفرج من الضيق إذا استحكمت حلقاته:ولرب نازلة يضيق لها الفتى ***** ذرعا وعند الله منها المخرج ***** ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ***** فرجت، وكنت أظنها لا تفرج. الديوان (ص:53).

************************************ 

 6 - قالت عائشة - رضي الله عنها-: قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه - :" لست تاركا شيئا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعمل به إلا عملت به، وإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ" أنظر: الاإبانة الكبرى لابن بطة (246/1). وقال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- :"إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع و لا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر". رواه اللالكائي(86/1)، والخطيب في الفقيه والمتفقه(147/1).
************************************

5- من تعظيم الإمام مالك - رحمه الله - لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[الوضوء والتطيب والتهيؤ الحسن].وهذا من باب الأدب والاحترام والإجلال لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال أبو سلمة الخزاعي:"كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس قلنسوته، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك؟ فقال: أوقر حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-" رواه الرامهرمزي في المحدث الفاصل(ص:585)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي(388/1).
************************************

 4- من حكم الله فى الابتلاء:1- كفارة للذنوب روى الترمذي (2399) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2280) . وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) . رواه الترمذي (2396) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1220) .
************************************ 

 3-قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:"وقد اتفق المسلمون على أنه لا يشرع الطواف إلا بالبيت المعمور، فلا يجوز الطواف بصخرة بيت المقدس، ولا بحجرة النبي-صلى الله عليه وسلم-، ولا بالقبة التي في جبل عرفات، ولا غيرِذلـــك" أنظر الفتاوى:(522/4).ومن المالكية قال ابن الحاج-رحمه الله- :"لايجوز الطواف حول الأضرحة، فإنه لايطاف إلا بالبيت العتيق".أنظر :المدخل(91/1).
 ************************************

2-قال أبو محمد ابن حزم- رحمه الله - في كلام نفيس له :" كل أمر من الله تعالى لنا فهو يسر، وهو رفع للحرج، وهو التخفيف، ولا يسر ولا تخفيف ولا رفع للحرج أعظم من: شيء أدى إلى الجنة ونجى من جهنم، وسواءً كان حظراً أو إباحة، ولو أنه قتل الأنفس والأبناء والآباء". الإحكام:(176/2). 
************************************ 


1- قال ابن القيم-رحمه الله-:"من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة". أنظــــر:الجواب الكافي (ص:99).
...تابع القراءة